ذهب عام الثورة المجيدة بكل تناقضاته من فرح عندما نجحنا فى خلع مبارك من الحكم وأحزانه على شهداء ضحوا بحياتهم
من اجل أهداف سامية منها العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية من أغلال المخلوع
ونظامه ففي يناير سقط الشهداء وهم من خيرة شباب مصر على أيدي آلة مبارك القمعية (
الامن ) وتحقق الهدف الأول وهو خلع مبارك من الحكم وظهر لنا المجلس العسكري بمظهر
حامى الثورة والوصي عليها وعندما أردنا فيما بعد أن نخلع نظام مبارك معه فقد صُدمنا
بالحقيقة المُرة وهى أن نظام مبارك لا يمكن خلعه ولا بطبل البلدي لان النظام ليس
مبارك وأولاده أو وزراءه ولكن نظام مبارك موجود بيننا من فساد المؤسسات والرشوة
والمحسوبية أعترف أنها قلت شوية ولكن لم تتغير وتنتهي وعندما حاولنا أن نقطف من
بعض ثمار الحرية بعد المخلوع فاكتشفنا عدم نضج ثمار الحرية وتحتاج مزيدا من الدماء
لكي تنموا وتنضج سريعا وهذا ظهر جلياً عندما استخدمت قوات المجلس العسكري العنف
الممنهج عندما فضت اعتصام النشطاء فى التحرير بالقوة فى يوم 25 فبراير و9 مارس وأحداث
8 أبريل والقبض وقتل بعض الضباط المنضمين للثورة من قبل قوات المجلس العسكري ويوم
10 مايو فى أحداث السفارة الاسرائلية استخدم العنف من قبل الامن المركزي وقوات
المجلس العسكري ويوم 23 يوليو موقعة العباسية الشهيرة بقيادة رجال التحريات
العسكرية فى لباس مدني ومصادمات مع المتظاهرين وأحداث ماسبيرو ودهس عربيات الجيش
للمعتصمين من الأقباط وضربهم برصاص حي والأحداث المؤسفة فى شارع محمد محمود وسقوط
عدد كثير من الشهداء والمصابين على أيدي قوات الامن المركزي , وأخيراً أحداث مجلس
الوزراء وقتل وأهانه وسحل لبناتنا من قبل قوات المجلس العسكري , فهذه الأحداث أكدت لنا جميعا من هو المجلس العسكري,
هل هو حامى الثورة ام هو حامى نظام مبارك ؟,فمعظم الشعب المصري لم يشارك فى الحياة
السياسية قبل الثورة وعندما نجحت ثورة تونس هبت فينا الروح من جديد وبدأنا نتكلم
فى السياسة فقررنا المشاركة فى تغيير الأوضاع الصعبة الموجودة فى البلد فمنذ الأيام
الأولى للثورة تعلمنا كيف هي السياسة فقررنا الذهاب إلى سنة أولى سياسة بالمشاركة
فى الثورة فعلمنا كيف هي الأحزاب السياسية ومدى قوتها فى الشارع المصري فوجدنها
صفر فأدركنا أنه لم يكون عندنا أحزاب, سوء حزب واحد وهو الحزب الوطني الديكتاتوري
وكل الأحزاب الأخرى ليست إلا عرائس ماريونت كان محركها ومؤسسها هو الحزب الوطني الديكتاتوري
فقلنا لن يفيدنا ويقوى إرادتنا إلا الله ثم من عذبوا واعتقلوا فى سجون مبارك من الإخوة
السلفيين والإخوان المسلمين فكان علماء السلفيين ونعم العون ونعم النصير فوقفوا
جميعا وقفة رجلاً واحد وقرروا عدم النزول للمظاهرات بل ووصل الأمر إلى تكفير
وتخوين ومهاجمة من دعوا للمظاهرات وحرمة المظاهرات إلى حرمة الخروج على الحاكم
فترك هذا الموقف المتخاذل من علماء السلفية الأفاضل غصة فى نفوس المتظاهرين فعندما
انتبهوا إلى نجاح الثورة فنزلوا فى الميدان وذلك بالنسبة للإخوة السلفيين أما
الموضوع أختلف عند الإخوان قليلا فبعد رفضهم النزول فى بداية الثورة وذلك خوفا أن
يتركوا وحدهم فى مواجهة الامن فعندما أحس الإخوان بجدية الثورة والمطالب نزلوا
وشاركوا بفاعلية وكان لهم دور بارز فى حماية الميدان أثناء موقعة الجمل فقد كانت
موقعة الجمل كالضربة القاضية لمبارك فخلع مبارك يوم 11 فبراير فانتقلنا من سنة أولى
سياسة إلى سنة ثانية سياسة , وتعلمنا ما هي وظيفة الأعلام الحكومي وكيف أستخدمه
مبارك ونظامه ليبث فينا روح الوطنية والانتماء لمصر ويجب طرد العملاء والخونة والأمريكان
المحتلين لميدان التحرير ففعلا قام الشعب عن بكرة أبيه ونزل للميدان فتفاجأ الشعب
بهروب الخونة والمندسين والأمريكان فيقرر أن يعتصم فى الميدان حتى لا يأتوا مره
أخرى ولكن يتفأجا الشعب بان الخونة والعملاء الأمريكان لم يكونوا سوى مبارك
وعائلته ونظامه فيقرر الشعب إسقاط النظام , فالإعلام الحكومي لم يتغير بعد الثورة
فنفس التضليل والتخوين والتخويف والتشويه هي سياسته المتبعة مع الثوار ولكن الذي
تغير هي الصبغة العسكرية للأعلام الحكومي , نترك هذا العام الذي جدد فين الروح
الوطنية ونبدأ عام جديد وهو عام التحديات والصعاب وعام المصير فيه سيتحدد مستقبل
مصر السياسي والاقتصادي والثقافي ووضع دستور جديد لمصر نأمل ألا يخيب أملنا ويكون
دستور يليق بمكانة مصر وحضارتها وانتخابات رئاسية ندعو الله أن يرزقنا رئيسا يخاف
الله قبل العباد وانعقاد لمجلسي الشعب والشورى فى ثوبهما الثوري الجديد لأنه لولا
الثورة لما ذهبا هولاء إلى المجالس المحلية وليس إلى مجلسي الشعب والشورى وعام (
نكون أو لانكون ) أما أن نكون أوفياء لدماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل مستقبل
أفضل لنا ولأولادنا بأن نأخذ حقهم من قتلتهم بالقانون ونقضى على الفساد والرشوة
والمحسوبية ونقضى على المفسدين من أتباع مبارك وان تحقق الثورة أهدافها وحرية الرأي
والتعبيرو...........الخ ومطالب كثيرة وبذلك نكون قد وفينا لدماء الشهداء وأخذنا
حقهم ونفذنا وصيتهم ونسأل الله لهم الجنة , وفى آخر المقال أريدكم أن تنتبهوا جيدا
لحملات التضليل التخوين والتشويه للشرفاء من الثوار أو الحركات السياسية أو الرموز
الوطنية التي كانت تطالب بالتغيير فى ظل جبروت مبارك وأعوانه فكانت سياستهم تشويه
كل من يعارضهم من خلال الإعلام الحكومي والخاص التابع لهم فهذا ما يحدث ألان من المجلس
العسكري حاليا من حملات تشويه شرسة عليهم وعلى المنظمات الحقوقية فأرجوا منكم إن
نحكم عقولنا قبل عواطفنا. "إسماعيل
الشيمى"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق