في واحدة من الندوات الدينية والسياسية التي عقدت في مصر مؤخراً تحت عنوان (الأزهر وسبل استرداد دوره) أكد العلماء وشيوخ الأزهر والخبراء علي أن الأزهر اليوم يتعرض لهجمة وهابية سعودية تخترقه اقتصادياً ودينياً، وتستهدف تطويعه ليعمل لصالح الاستراتيجية السعودية السياسية المعادية بطبيعتها لحقوق ومصالح وهوية الأمة الإسلامية وأنها لذلك أنفقت أكثر من 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية بهدف تقوية هذا الاختراق الوهابي التكفيري، وطالب العلماء والخبراء الإسلاميون بضرورة العمل وفق خطة إسلامية عاجلة لاسترداد الأزهر من براثن الوهابية المنحرفة قبل فوات الأوان.
هذا وقد خلصت الندوة إلي جملة من التوصيات والنتائج كان أهمها:
هذا وقد خلصت الندوة إلي جملة من التوصيات والنتائج كان أهمها:
أولاً: أكد العلماء والخبراء أن تاريخ الأزهر منذ أنشأته الدولة الفاطمية قبل أكثر من ألف عام، كان هو تاريخ الوسطية الإسلامية، والإسلام المحمدي المعتدل، وكان مثالاً يحتذى لتحاور المذاهب الإسلامية علي اختلافها ونموذجاً للحوار الراقي مع الأديان والرسالات السماوية الأخرى، بعيداً عن لغة التكفير أو التخوين والإقصاء للآخر، وكان الأزهر منارة للعلم الديني والدنيوي، وقائداً لثورات التحرر الوطني خاصة مع هجمات الاستعمار الحديث، وتاريخ عمر مكرم ومحمد كريم والشيخ السادات وسليمان الحلبي وصولاً للأفغاني ومحمد عبده وتلامذته الكبار حتى الشيخ عبد المجيد سليم ومحمود شلتوت والخضر حسين ومحمد أبو زهرة وعبد الحليم محمود وكل هؤلاء كانوا منارة للعلم والوطنية، وكانت سيرتهم قدوة تحتذى للوسطية والاعتدال السمح البعيد عن الغلو والتطرف أو الإفراط والتفريط الديني والوطني.
ثانياً: كشفت الأوراق البحثية المقدمة للندوة (5 أبحاث) عن الأدوار التخريبية الخطيرة التي لعبتها السعودية ودعوتها الوهابية في الأزهر منذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم (2009) وكيف كانت بمثابة معول هدم لتراث الأزهر العظيم في الاعتدال والوطنية، وكشف الخبراء المتخصصون في تاريخ الأزهر عن أن السعودية قد رصدت لنشر الوهابية في الثلاثين عاماً الأخيرة مبلغ وقدره (86مليار) دولار خصص منها 20 مليار دولار لاختراق الأزهر مالياً واقتصادياً (إنشاء مراكز ووحدات بحثية وتمويل مشاريع ونشر كتب الوهابية المنحرفة ودعوات حج وعمرة .. الخ) ودينياً (متمثلة في اجتذاب إلي جامعاتها بالرياض والحجاز العديد من علماء الأزهر الذين تحولوا بعد عودتهم إلي دعاة للوهابية المتطرفة)، وأنهم مع ظاهرة الدعاة الجدد ودعاة الفكر السلفي الوهابي وجمعياتهم المشبوهة (مثل الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية) مثلوا طابوراً خامساً لاختراق مصر وإعداد قوافل الإرهابيين باسم الدين وهو منهم براء، وأثبتت الدراسات بالمعلومات الموثقة أن 95% من عمليات الإرهاب الديني التي جرت في مصر خلال ال25 عاماً الماضية أتت من تيارات إسلامية تتلمذت وتعلمت علي أيدي الوهابية السعودية، وهو ما مثل تهديداً خطيراً ليس للأزهر وتراثه ودوره المعتدل فحسب بل لمصر وأمنها القومي، وهو الأمر الذي يغض ولاة الأمر في مصر الطرف عنه حتى لا يغضبوا آل سعود وأشياعهم في بلادنا للأسف الشديد وهم لا يعلمون أنهم بهذا إنما يهددون أمنهم الشخصي قبل أمنهم القومي ويعرضونه لخطر الإزالة الكاملة.
ثالثاً: قدم العلماء والخبراء رؤية لكيفية مواجهة هذا الاختراق الوهابي للأزهر من خلال مطالبتهم بضرورة استرداد دوره المعتدل والوسطي عبر التعليم والفتاوى والاستقلالية السياسية والمالية عن الحكومة المصرية، ومن خلال منع التمويل السعودي المشروط الذي يقدم لمؤسسات الأزهر، مع العمل بدأب لإنشاء قناة فضائية خاصة به يقدم من خلال الإسلام السمح المعتدل، واستعادة الأزهر تكون عبر تطوير دوره الاجتماعي والديني، وإشاعة قيم العدل والوسطية والتنوير الذي يدافع عنها وسط الأمة، مع كشف فتاوى وعلماء الجهل الوهابي ومواجهتهم بقوة الحجة والإقناع عبر منابر الإعلام المختلفة.
* هذا وقد تحدث في الندوة لفيف من علماء الأزهر منهم/ الشيخ محمود عاشور والشيخ جمال قطب والشيخ والدكتور صبري عبد الرؤوف، د. أحمد السايح، والباحثون/ د. علي أبو الخير، أ. فكري عبد المطلب، أ. محمود جابر، أ. محمد قاياتي، د. رضوان عبد الله، وآخرون .. هذا وسيتم نشر هذه الندوة لاحقاً في كتاب واسع الانتشار.
وانى أتساءل : أليس هذا دليلا على تهافت وتفاهة المذهب الوهابى ؟
يريدون الاستيلاء على الأزهر ليخاطبوا العالم باسم الأزهر , ولو كانت عندهم قاعدة علمية لوقفوا رجالا أقوياء أمام الأزهر ونافسوه , ولكن لأنهم منهزمون فهم طفيليون متسلقون , مشبعون بما لم يعطوا , كلابس ثوبى زور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق