الأحد، 12 فبراير 2012

كيف نسترد الأزهر من أيدى الوهابية

في واحدة من الندوات الدينية والسياسية التي عقدت في مصر مؤخراً تحت عنوان (الأزهر وسبل استرداد دوره) أكد العلماء وشيوخ الأزهر والخبراء علي أن الأزهر اليوم يتعرض لهجمة وهابية سعودية تخترقه اقتصادياً ودينياً، وتستهدف تطويعه ليعمل لصالح الاستراتيجية السعودية السياسية المعادية بطبيعتها لحقوق ومصالح وهوية الأمة الإسلامية وأنها لذلك أنفقت أكثر من 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية بهدف تقوية هذا الاختراق الوهابي التكفيري، وطالب العلماء والخبراء الإسلاميون بضرورة العمل وفق خطة إسلامية عاجلة لاسترداد الأزهر من براثن الوهابية المنحرفة قبل فوات الأوان.
هذا وقد خلصت الندوة إلي جملة من التوصيات والنتائج كان أهمها:

أولاً: أكد العلماء والخبراء أن تاريخ الأزهر منذ أنشأته الدولة الفاطمية قبل أكثر من ألف عام، كان هو تاريخ الوسطية الإسلامية، والإسلام المحمدي المعتدل، وكان مثالاً يحتذى لتحاور المذاهب الإسلامية علي اختلافها ونموذجاً للحوار الراقي مع الأديان والرسالات السماوية الأخرى، بعيداً عن لغة التكفير أو التخوين والإقصاء للآخر، وكان الأزهر منارة للعلم الديني والدنيوي، وقائداً لثورات التحرر الوطني خاصة مع هجمات الاستعمار الحديث، وتاريخ عمر مكرم ومحمد كريم والشيخ السادات وسليمان الحلبي وصولاً للأفغاني ومحمد عبده وتلامذته الكبار حتى الشيخ عبد المجيد سليم ومحمود شلتوت والخضر حسين ومحمد أبو زهرة وعبد الحليم محمود وكل هؤلاء كانوا منارة للعلم والوطنية، وكانت سيرتهم قدوة تحتذى للوسطية والاعتدال السمح البعيد عن الغلو والتطرف أو الإفراط والتفريط الديني والوطني.

ثانياً: كشفت الأوراق البحثية المقدمة للندوة (5 أبحاث) عن الأدوار التخريبية الخطيرة التي لعبتها السعودية ودعوتها الوهابية في الأزهر منذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم (2009) وكيف كانت بمثابة معول هدم لتراث الأزهر العظيم في الاعتدال والوطنية، وكشف الخبراء المتخصصون في تاريخ الأزهر عن أن السعودية قد رصدت لنشر الوهابية في الثلاثين عاماً الأخيرة مبلغ وقدره (86مليار) دولار خصص منها 20 مليار دولار لاختراق الأزهر مالياً واقتصادياً (إنشاء مراكز ووحدات بحثية وتمويل مشاريع ونشر كتب الوهابية المنحرفة ودعوات حج وعمرة .. الخ) ودينياً (متمثلة في اجتذاب إلي جامعاتها بالرياض والحجاز العديد من علماء الأزهر الذين تحولوا بعد عودتهم إلي دعاة للوهابية المتطرفة)، وأنهم مع ظاهرة الدعاة الجدد ودعاة الفكر السلفي الوهابي وجمعياتهم المشبوهة (مثل الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية) مثلوا طابوراً خامساً لاختراق مصر وإعداد قوافل الإرهابيين باسم الدين وهو منهم براء، وأثبتت الدراسات بالمعلومات الموثقة أن 95% من عمليات الإرهاب الديني التي جرت في مصر خلال ال25 عاماً الماضية أتت من تيارات إسلامية تتلمذت وتعلمت علي أيدي الوهابية السعودية، وهو ما مثل تهديداً خطيراً ليس للأزهر وتراثه ودوره المعتدل فحسب بل لمصر وأمنها القومي، وهو الأمر الذي يغض ولاة الأمر في مصر الطرف عنه حتى لا يغضبوا آل سعود وأشياعهم في بلادنا للأسف الشديد وهم لا يعلمون أنهم بهذا إنما يهددون أمنهم الشخصي قبل أمنهم القومي ويعرضونه لخطر الإزالة الكاملة.

ثالثاً: قدم العلماء والخبراء رؤية لكيفية مواجهة هذا الاختراق الوهابي للأزهر من خلال مطالبتهم بضرورة استرداد دوره المعتدل والوسطي عبر التعليم والفتاوى والاستقلالية السياسية والمالية عن الحكومة المصرية، ومن خلال منع التمويل السعودي المشروط الذي يقدم لمؤسسات الأزهر، مع العمل بدأب لإنشاء قناة فضائية خاصة به يقدم من خلال الإسلام السمح المعتدل، واستعادة الأزهر تكون عبر تطوير دوره الاجتماعي والديني، وإشاعة قيم العدل والوسطية والتنوير الذي يدافع عنها وسط الأمة، مع كشف فتاوى وعلماء الجهل الوهابي ومواجهتهم بقوة الحجة والإقناع عبر منابر الإعلام المختلفة.
* هذا وقد تحدث في الندوة لفيف من علماء الأزهر منهم/ الشيخ محمود عاشور والشيخ جمال قطب والشيخ والدكتور صبري عبد الرؤوف، د. أحمد السايح، والباحثون/ د. علي أبو الخير، أ. فكري عبد المطلب، أ. محمود جابر، أ. محمد قاياتي، د. رضوان عبد الله، وآخرون .. هذا وسيتم نشر هذه الندوة لاحقاً في كتاب واسع الانتشار.

وانى أتساءل : أليس هذا دليلا على تهافت وتفاهة المذهب الوهابى ؟

يريدون الاستيلاء على الأزهر ليخاطبوا العالم باسم الأزهر , ولو كانت عندهم قاعدة علمية لوقفوا رجالا أقوياء أمام الأزهر ونافسوه , ولكن لأنهم منهزمون فهم طفيليون متسلقون , مشبعون بما لم يعطوا , كلابس ثوبى زور.

توثيقات توبة ابن تيمية ورجوعه إلى عقيدة أهل السنة الأشاعرة - الأزهري

قد سبق لي أن تحدثت عن ابن تيمية عرضا هنا في بعض الموضوعات ، ولولا تلك القدسية التي يضفيها عليه أتباعه من الوهابية اليوم ولولا ما تزخر به كتبه من القضايا الخطرة التي تهدم الدين لما تطرقت أصلا لمقالات ابن تيمية وذلك لسبب منطقي وهو أن ابن تيمية في سنة 707 هـ رجع رجوعا صادقا عن الشذوذ العقدي وشهد على نفسه بأنه أشعري ، وانتهى أمر الشذوذ العقدي عنده ، ومن تاب تاب الله عليه ، وهذا نص التوبة المذكورة معزوة إلى مواضعها من كتب التاريخ المعتبرة والتي غفل عنها كثيرون أو أغفلوها ، أنقل هنا تاريخ ونص التوبة من ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ) من تصنيف أمير المؤمنين في الحديث الإمام الحافظ شيخ شيوخنا الأقدمين أبي الفضل ابن حجر العسقلاني ط1414هـ ـ دار الجيل ـ ج1 / ص148 ، ومن كتاب ( نهاية الأرب في فنون الأدب ) للإمام القاضي شهاب الدين النويري المعاين للحادثة والمتوفى سنة 733هـ ط دار الكتب المصرية 1998م ج32 / ص115 ـ 116 وهذا نصه :

((( وأما تقي الدين فإنه استمر في الجب بقلعة الجبل إلى أن وصل الأمير حسام الدين مهنا إلى الأبواب السلطانية في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ، فسأل السلطان في أمره وشفع فيه ، فأمر بإخراجه ، فأخرج في يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر وأحضر إلى دار النيابة بقلعة الجبل ، وحصل بحث مع الفقهاء ، ثم اجتمع جماعة من أعيان العلماء ولم تحضره القضاة ، وذلك لمرض قاضي القضاة زين الدين المالكي ، ولم يحضر غيره من القضاة ، وحصل البحث ، وكتب خطه ووقع الإشهاد عليه وكتب بصورة المجلس مكتوب مضمونه :
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد من يضع خطه آخره أنه لما عقد مجلس لتقي الدين أحمد بن تيمية الحراني الحنبلي بحضرة المقر الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري العالمي العادلي السيفي ملك الأمراء سلار الملكي الناصري نائب السلطنة المعظمة أسبغ الله ظله ، وحضر فيه جماعة من السادة العلماء الفضلاء أهل الفتيا بالديار المصرية بسبب ما نقل عنه ووجد بخطه الذي عرف به قبل ذلك من الأمور المتعلقة باعتقاده أن الله تعالى يتكلم بصوت ، وأن الاستواء على حقيقته ، وغير ذلك مما هو مخالف لأهل الحق ، انتهى المجلس بعد أن جرت فيه مباحث معه ليرجع عن اعتقاده في ذلك ، إلى أن قال بحضرة شهود : ( أنا أشعري ) ورفع كتاب الأشعرية على رأسه ، وأشهد عليه بما كتب خطا وصورته :
(( الحمد لله ، الذي أعتقده أن القرآن معنى قائم بذات الله ، وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية ، وهو غير مخلوق ، وليس بحرف ولا صوت ، كتبه أحمد بن تيمية .

والذي أعتقده من قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) أنه على ما قاله الجماعة ، أنه ليس على حقيقته وظاهره ، ولا أعلم كنه المراد منه ، بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى ، كتبه أحمد بن تيمية .

والقول في النزول كالقول في الاستواء ، أقول فيه ما أقول فيه ، ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى ، وليس على حقيقته وظاهره ، كتبه أحمد بن تيمية ، وذلك في يوم الأحد خامس عشرين شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ))

هذا صورة ما كتبه بخطه ، وأشهد عليه أيضا أنه تاب إلى الله تعالى مما ينافي هذا الاعتقاد في المسائل الأربع المذكورة بخطه ، وتلفظ بالشهادتين المعظمتين ، وأشهد عليه بالطواعية والاختيار في ذلك كله بقلعة الجبل المحروسة من الديار المصرية حرسها الله تعالى بتاريخ يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ، وشهد عليه في هذا المحضر جماعة من الأعيان المقنتين والعدول ، وأفرج عنه واستقر بالقاهرة .. ">">">"> اهـ .
هذاكلام الإمام النويري ، ونحوه كلام الحافظ ابن حجر ، ونقل هذه التوبة غيرهما أيضا ، وفيما ذكرنا هنا كفاية .

ولعل جهل هذه الحقيقة ـ أعني رجوع ابن تيمية إلى الحق ـ كان سببا رئيسا في تأرجح كلمة العلماء فيه بعد وفاته ، ففي القرن التاسع الهجري جاء إلى البلاد المشرقية الإمام الكبير والمناظر الخطير الضارب بسهم وافر في شتى العلوم العلامة محمد بن محمد الشهير بالعلاء ابن البخاري وكان معظما عند أرباب الدولة ، مفخما عند العلماء أشعري الاعتقاد ، سيفا مسلولا على أهل البدع ، وكان ممن يكفرون طائفة ابن عربي الصوفي ويزبد ويرعد فيهم وصنف في إكفاره ، فلما وصل هذا العالم إلى مصر والشام وكان معظما لابن تيمية ، فعارضه البعض بكلام ابن تيمية المخالف لعقائد المسلمين فطالع العلاء البخاري عقيدة ابن تيمية من جديد وصار يحاول الاعتذار عنه وآل الأمر في آخر المطاف إلى أن كفر ابن تيمية وصنف في ذلك كتابا يكفره فيه ، بل ويكفر من سماه بشيخ الإسلام ، فرد عليه ابن ناصر الدين الدمشقي الصوفي الأشعري بكتاب سماه الرد الوافر ، وقد قرض الكتاب الأخير جماعة من كبار علماء مصر منهم الحافظ ابن حجر والبدر العيني والشمس البساطي والبلقيني وغيرهم ، واعترضوا على تكفير ابن تيمية ، متعللين بأنه لم يكن يصر على الباطل ويلمحون إلى رجوعه الذي أسلفناه ، وهذا هو الحق ، فابن تيمية لم يحفظ عليه بعد تاريخ الرجوع المذكور أنه حوكم في العقائد إلى اليوم ، وتلاميذه من بعده مختلفون ليسوا على رأي واحد ، فمنهم قلة قليلة بقيت على آرائه التي كان عليها قبل رجوعه ، ولم يصدقوا بأنه رجع عنها ، وأكثرهم لم يكن يوافقه عليها ، بل البعض منهم لم تكن له دراية بأمور العقائد ، وجماعة من تلاميذه يعلمون بأنه قد تاب مما خالف فيه ، لهذا كانت المدرسة المصرية أعدل الطوائف فيه ، فهي لم تأخذ بشذوذاته العقدية التي يكفر معتقدها ، ولم تقل بتكفيره أيضا لما ثبت عندهم من رجوعه ، ومع هذا فقد استمر خلاف المسلمين فيه من ذلك الوقت إلى اليوم ، ولم تكن الناس بل ولا العلماء وطلاب العلم يلتفتون إلى هذه المسألة أصلا قرون طويلة ، إلى أن قامت الدعوة الوهابية من نجد الفتنة فتبنت آراءه كلها بشكل مجمل غير مفصل بشكل رهيب ملفت للنظر وقدسوه وعظموه غاية التعظيم ، حتى صار ابن تيمية عندهم مساويا لكلمة السلف !!!


والسلف مساوية لكلمة ابن تيمية ، وغلوا فيه غلوا عظيما ، وبدأت كتب ابن تيمية تظهر إلى الوجود مرة أخرى ، بعد ان أعدمت في حياته ونزعت ومزقت وحرقت واندثرت وما كان احد يجرؤ على إظهارها ومدارستها علنا ، فعادت طباعتها من جديد في دولة عبدالعزيز آل سعود !! ولما لقيت الدولة السعودية الجديدة اعترافا دوليا وبدأت علاقاتها بالدول الإسلامية المحيطة تتحسن بدأت كتب ابن تيمية تتدفق من المطابع السلفية بالمملكة ، غير عارفين بمغبة هذا الأمر وما يمكن أن تحدثه كتب ابن تيمية ، ولم تخضع في حينها للدراسة والمناقشة والفحص بل ولا التحقيق والتأكد من صحة نسبتها إلى ابن تيمية ، وهكذا رجع الخلاف من جديد وبدأ الصراع القديم يتجدد بسبب كتب ابن تيمية ، واضطرب الوضع ، وأحس كثير من العلماء بالخطر الذي تحمله كتب ابن تيمية والذي قد تظهر آثاره على المدى البعيد ، فهب جماعة من أهل العلم ـ وما أكثرهم ـ للرد على كتب ابن تيمية وما فيها ، علماء من المغرب وتونس وموريتانيا والجزائر ومصر والسودان وتركيا والهند واليمن ومن كل بلاد الإسلام تقريبا ، والناس البسطاء والشباب المتحمس للصحوة الإسلامية يحسبون أن القضية تقف عند حد مسألة التوسل والقبور وبعض الألفاظ ومسالة التقليد أو الاجتهاد وأشياء من هذا الباب !!!



ولم يعلموا حقيقة الأمر المرير الذي أدركه المحققون من العلماء ، حتى أن بعض العلماء من شدة خوفهم على عقائد الناس آثروا السكوت لظنهم أنه الحل لصرف الناس عن كتب ابن تيمية ، ولكن البعض الآخر كان يرى أن السكوت من شأنه فيما يأتي من الزمن ويستقبل من الوقت أن يوهم الناس رضا العلماء عما في كتب ابن تيمية من المسائل الخطيرة فشرعوا في كتابة الردود والتحذير ، ولو جئنا لحصر هؤلاء العلماء وتفصيل جهودهم في الرد على تنوعها من مؤلف خاص أو مقال أو محاضرات أو بحوث لطال الأمر جدا ونشير في هذه العجالة إلى أهم التصانيف التي كتبت في هذا المجال ، فمنها ( شواهد الحق ) للعلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني الأزهري هذا الكتاب الذي قرضه كبار العلماء بالديار المصرية أنذاك : العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي المالكي ، والعلامة علي محمد الببلاوي الأزهري المالكي ، والعلامة الكبير عبدالقار الرافعي الزهري ، وشيخ الإسلام والجامع الأزهر فضيلة الإمام عبدالرحمن الشربيني ، والعلامة مفتي الديار المصرية بكري بن محمد بن عاشور الصدفي الأزهري ، والعلامة الحافظ الكبير مفخرة المغرب الرحالة الشهير عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني المغربي ، والعلامة الفقيه الكبير السيد أحمد بك الحسيني الشافعي شارح الأم ، والعلامة سليمان العبد الشبراوي الشافعي الأزهري ، والعلامة أحمد بن حسنين البولاقي الشافعي الأزهري ، والعلامة الكبير أحمد البسيوني شيخ السادة الحنابلة الأزهري ، والعلامة محمد الحلبي الشافعي والعلامة سعيد الموجي …

وقد قال النبهاني في كتابه المذكور ص53 عن كتب ابن تيمية :

(( مع أني وقتئذ لم أكن اطلعت على .. كتب ابن تيمية : منهاج السنة ، وكتابه المعقول والمنقول … وكلها طبعت أخيرا … ولكني كنت أرى تلك الأبحاث في كتب أخرى ردوها على ابن تيمية وشنعوا عليه بها ، ككتب الإمام ابن حجر المكي رحمه الله ، وجزاه خير الجزاء عن خدمة الشريعة المحمدية ، ورده تلك المسائل الشنيعة على ابن تيمية وإن لم يكن وحده أقام عليه النكير في ذلك ، بل كثير من العلماء من المذاهب الأربعة شتعوا عليه غاية التشنيع في ذلك رحمهم الله أجمعين ، وغفر له ما ارتكبه من هذا الأمر العظيم الذي ترتب عليه من المفاسد الدينية خصوصا من أتباعه فرقة الوهابية ما لا يعلم غير الله تعالى قدر الأضرار التي وصلت منه إلى الأمة المحمدية : من القتل والقتال وذهاب النفوس والأموال ، وحكمهم على كافة المسلمين من أهل المذاهب الأربعة بالشرك والضلال ، وما زالت أضرارهم إلى الآن سارية في الأمة حسا ومعنى ، وهم ومن أعجبه شأنهم ممن لا خلاق لهم في الدين ، مازالوا إلى الآن يشوشون عقائد كثيرة من ضعاف الطلبة وعوام المسلمين ، ويدعون الاجتهاد ، ويبغون في الأرض الفساد ، ولا يتبعون من مذاهب أهل السنة والجماعة سبيل السداد ، وما زال الشيطان يجهز منهم جماعة بعد جماعة ، وهم كل يوم في ازدياد ، ولله في ذلك قضاء لا يرد وحكم لا يعلمها إلا الأفراد .. )) اهـ المقصود .

وصنف كذلك شيخ الإسلام ومفخرة الزمان مصطفى صبري التوقادي آخر مشايخ الإسلام بالدولة العثمانية في الرد .
وصنف العلامة المحقق الذي لم تكتحل عين الدهر بمثله الإمام الخطير وكيل المشيخة الإسلامية بالدولة العثمانية الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري مصنفات كثيرة في هذا الباب وكل مصنفاته متوفرة في مصر بمكتبة الكليات الأزهرية .
وصنف العلامة منصور عويس الأزهري كتابه ابن تيمية ليس سلفيا ، وغير ذلك من التصانيف التي لا عدد لها … وقد أوذي هؤلاء الذين كتبوا وردوا وصنفوا وطعن عليهم ولقبوا بألقاب جاهزة من ( جهمية ) و( معطلة ) و ( معتزلة ) وبأنهم مشركون ووثنيون وكفروا وووووووو واختلط الحابل بالنال ومرج الأمر على الناس وطلاب العلم ، وتشوشت المسائل فما يدرون مع من يقفون ، ولا من يتبعون فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


هذا ويدور الزمان دورته وتكثر ، ويزداد الاطلاع ، ويتسع العلم ، وتكثر الجامعات في بلاد الحرمين ، ويتقدم الطلاب ببحوثهم ورسائلهم وقد ملئت بأفكار ابن تيمية التي رجع عنها …
وهنا يطلع الطلاب والعلماء على ما كان خافيا عليهم من أقوال ابن تيمية مما كانوا يظنونه مكذوبا عليه أو متقولا على ألسنة الحاقدين ، وتصير الحقائق ماثلة أمامهم ، فهاهم باتوا يرون الغرائب والعجائب في كتب ابن تيمية التي تطبع يوما بعد يوم ، ويطالعون من المسائل الغريبة ما لا يتصور أن يتجرأ على البوح بها أجهل الناس وأبعدهم عن السنة !!! ويكثر النزاع بين الوهابية أنفسهم ( الذين اصطلحوا مؤخرا على تلقيب أنفسهم بالسلفية ) ويبدأ العراك السلفي ـ السلفي .

إنها مسائل باتت تتكشف لطلاب العلم والعلماء ، مما لا يسوغ لمسلم القول بها
أبدا ، فصاروا حيص بيص ، فمن هذه المصائب الكبرى والكفريات العظمى التي ظهرت للباحثين وتعرت للمنصفين المتجردين :

1 ـ ( قيام الحوادث بذات الخالق ) سبحانه !! سبحانه !! أي أن صفاته العظيمة تتجدد في ذاته تعالى فتتبدل و تتجدد ولا تستقر على حال ، بل تتتغير في نفسه حالا بعد حال ، وتنقص وتزيد ، هذه الصفات إذا كانت بهذا الشكل يقال لها حوادث ، فجوز ابن تيمية في كتبه هذا المعنى على الله !!!! ونسبه كعادته إلى السلف !!! ولما كان ( السلفية ) ولا زالوا في خضم جدالهم ومباحثاتهم يكفرون الرافضة بعقيدة ( البداء ) اكتشف بعضهم فجأة أن ما أنكروه وكفروا الرافضة بسببه من ( البداء ) وهو التجدد في علم الله تعالى بحيث يصير علمه قابلا للزيادة شيئا بعد شيء ، اكتشفوا أن ابن تيمية يقرر هذا المعنى ويجوزه على الله في صفة ( الكلام ) و ( الغضب ) و( الرضا ) وما إلى ذلك من صفات الذات ويسمي ذلك الأفعال الاختيارية فسقط في أيديهم ، وانسحب أكثر المتعلمين منهم عن الجدال في هذه المسألة بعينها بل رأيت منهم من نصح أخاه بأن لا يخوض في هذه المسألة لأن تقريرها صعب بزعمه !!!! والحقيقة أن هذا الاكتشاف الجديد زادهم اضطرابا وخلافا فمنهم من أصر على موقفه من امتناع ( البداء ) ومنهم من رجع عن ذلك وقال بجواز قيام الحوادث بالذات تبعا لما اكتشفوه من الحق في كتب ابن تيمية ، وهكذا في الوقت الذي نجد الرافضة تتبرأ من القول بالبداء وتتنصل منه ، يتغالى بعض السلفيين ويجاهرون بالقول به ّّّّّّ!!!!!! وهو كفر محقق لا مرية فيه .

2 ـ ( فناء النار ) : وفي أثناء الهجمة السلفية الشرسة على المدرسة الصوفية ، والتباري الغريب في تضليل الصوفية والتحذير منهم ، طبعت كتب في تكفير ابن عربي الصوفي الشهير بسبب أقوال كفرية نسبت إليه منها قوله بنجاة فرعون من النار !!!!! ويقرر السلفيون تكفيره من هذا الوجه وغيره لخرقه الإجماع الضروري فيها ، وفجأة يكتشفون ردودا كتبت على ابن تيمية بسبب قوله بفناء نار الكفار ونجاتهم جميعا بما فيهم فرعون من العذاب !!!!! يتقدم البعض من طلاب هذه المدرسة بالبحوث في مسألة فناء النار التي اتهم ابن تيمية بالقول بها ، وينتصر لبراءة ابن تيمية من هذا القول ، ويقرر هو وكثير من أهل العلم من السلفية بأن القول بفناء نار الكفار وتخلص أهلها من العذاب عقيدة باطلة لا يقول بها إلا فرقة ضالة عرفت في علم الفرق بـ( الجهمية ) وقد نالت من التكفير والتضليل على ألسنة أهل السنة والجماعة في القرن الثالث الهجري ما يكفي ، وفجأة تظهر كتب ابن تيمية محققة في حلة قشيبة من جامعاتهم والتي ينتصر فيها ابن تيمية للقول بفناء النار بكل جرأة ووضوح !!!! وهنا ينقلب الوضع ويبدأ نزاع جديد ينتهي بما انتهت إليه مسألة حلول الحوادث بالذات !! وبدأنا نسمع الآن أن فناء نار الكفار وارتياح أهلها منه كفرعون وهامان وجنودهما إنما هو قول من أقول السلف وأن هذه المسألة فيها قولان !!!!!!!!!! فلا فرق إذن بين عصاة المؤمنين وعتاة الكافرين فالكل ناج من العذاب !!!! وهذه شهادة سلفية ، لعلنا لا نجد أبلغ منها في هذا الموضوع ، كتبها من لقبوه بإمام السلفية ومحدث العصر ، وإنما اخترناها مع كثرة شهادات أهل العلم لأننا لو ذكرنا شهادة أحد أهل السنة من علماء الأمة أو الأزهريين لقيل إنهم متعصبون على ابن تيمية حاقدون عليه ، فهذه هي شهادة الشيخ محمد ناصر الألباني شيخ سلفية الشام :
قال في مقدمته لكتاب ( رفع الستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار ) ط1 ـ المكتب الإسلامي عن ابن تيمية ما نصه :

(( غفل عن المعلوم يقينا )) وقال : (( حتى استقر ذلك القول في نفسه ، وأخذ بمجامع لبه ، فصار يدافع عنه ، ويحتج له بكل دليل يتوهمه ، ويتكلف في الرد على الأدلة المخالفة له تكلفا ظاهرا خلاف المعروف عنه ، وتبعه في ذلك بل وزاد عليه تلميذه وماشطة كتبه ـ كما يقول البعض ـ ابن قيم الجوزية ، حتى ليبدو للباحث المتجرد المنصف أنهما قد سقطا فيما ينكرانه على أهل البدع والأهواء من الغلو في التأويل ، والابتعاد بالنصوص عن دلالتها الصريحة ، وحملها على ما يؤيد ويتفق مع أهوائهم .. حتى بلغ الأمر بهما إلى تحكيم العقل فيما لا مجال له فيه ، كما يفعل المعتزلة تماما .. ))

وقال الألباني أيضا : (( فكيف يقول ابن تيمية : ( ولو قدر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة !! ) فكأن الرحمة عنده لا تتحقق إلا بشمولها للكفار المعاندين الطاغين !! أليس هذا من أكبر الأدلة على خطأ ابن تيمية وبعده هو ومن تبعه عن الصواب في هذه المسألة الخطيرة ؟! فغفرانك اللهم )) اهـ ،

ويقول الألباني أيضا عن ابن القيم : (( لم يقنع بميله إلى القول بفناء نار الكفار ، وتخلصهم به من العذاب الأبدي في تلك الدار ، حتى طمع لهم في رحمة الله أن ينزلهم منازل الأبرار ، جنات تجري من تحنها الأنهار … وإن مما لاشك فيه أن هذا الذي استظهرناه هو في الخطورة والإغراق كقوله بالفناء إن لم يكن أخطر منه لأنه كالثمرة له ، ولأنه لا قائل به من مطلقا من المسلمين ، بل هو من المعلوم من الدين بالضرورة ، للأدلة القاطعة بأن الجنة محرمة على الكفار .. )) اهـ .

ويقول : (( فالحق والحق أقول لقد أصيب ابن القيم في هذه المسألة مع الأسف الشديد بآفة التأويل التي ابتلي بها أهل البدع والأهواء في مقالتهم التي خرجوا بها عن نصوص الكتاب والسنة .. )) اهـ .

بل قال الألباني : (( قل لي بربك : كيف يمكن لابن القيم أن ينكر أبدية النار ببقاء أهلها فيها وعدم دخولهم الجنة مطلقا لولا تشبثه بذلك التأويل البشع ، وهو المعروف بمحاربته لعلماء الكلام من المعتزلة والأشاعرة لتأولهم كثيرا من آيات وأحاديث الصفات كاستواء الله على عرشه ونزوله إلى السماء ومجيئه يوم القيامة وغير ذلك من التأويل الذي هو أيسر من تأويله ، فقد قال به كثير من المتأخرين خلافا للسلف وأما تأويله فلم يقل به أحد منهم لا من السلف ولا من الخلف إلا تقليدا لشيخه .. )) اهـ


لكننا للأسف رأينا رسائل صغيرة تقرر هذه العقيدة الكفرية وتجعل منها مذهبا للسلف ، بل ولا يستحي مؤلفها الذي يعزو نفسه للسلف من طلب المباهلة ممن خالفه !!! وهكذا بدأت عرى الإسلام تنقض على أيدي هؤلاء عروة عروة .

ولو استرسلنا في ذكر باقي المسائل التي يقف لها شعر الرأس ، ويصاب المرء منقراءتها باليأس لذكرتها هنا ، ولكن فيما تقدم كفاية لمن عقل ورشد .

والحاصل أن كثيرا ممن ردوا على ابن تيمية من السابقين واللاحقين ، حتى ممن سموا أنفسهم بالسلفيين قد غفل كثير منهم عما ثبت في التاريخ وصح ، من رجوع ابن تيمية عما يخالف عقائد أهل السنة من الأشعرية وأقر بذلك وكتبه بخطه سنة 707هـ بحضرة العلماء ، ولم يثبت بعد ذلك أنه حوكم على قضايا العقيدة ، بل حوكم على مسائل فرعية فقهية ، سومح في واحدة وعوقب في الباقي ، وقدر الله أن مات في سجن قلعة صلاح الدين سنة 728هـ بسبب إحداها ، وليست هذه المسائل مما يكفر به المسلم ، ولا كانت هذه المسائل سياسية أو من جملة مواجهة السلاطين كما ظن بعض المغفلين !! .

وهكذا مات ابن تيمية مسلما بعد رجوع صادق ، ولسنا ـ نحن المدرسة الأزهرية ـ ممن يقول بتكفيره لما أوضحناه وأبناه من الرجوع المسجل في التواريخ ، ولا يمكن نقض هذا الرجوع بدليل قاطع ، بل هي شبه يلقيها البعض وقد أجاب عليها المجحققون من أهل العلم ، بينما بقيت كتبه التي رجع عنها منهلا لكثير من نواقض الإسلام ، يضل بسببها كثير من الأنام ، فرحمه الله وغفر له ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

( التوفيق والتقريب ) :

فالواجب على المسلمين جميعا في هذا الأمر الكف عن العقائد الكفرية بإجماع المسلمين :

1 ـ كالقول بحلول الحوادث في الذات وما شابه ذلك من المسائل التي بسطعا أهل العلم والتخصص الموثوقين .
2 ـ أو إنكار بدء الخلق .
3 ـ أو القول بفناء نار الكفار .
4 ـ أو القول بحلول الخالق سبحانه في الأماكن العلوية أو السفلية .
5 ـ أو ما يؤدي إلى تشبيه أو تجسيم من حمل النصوص على ظواهرها .

وأما ابن تيمية فيترحم عليه ولا يكفر ، وما له من صالح فعليه يشكر ، وتجتنب كتبه وتصانيفه في العقيدة لما فيها من زيف واضح أو مدسوس أو مختلق مكذوب أو رأي فاسد رجع عنه وتاب وأناب ، والله الهادي للصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

توبة ابن تيمية …يرويها الحافظ ابن حجر

تاريخ ونص التوبة من ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ) من تصنيف أمير المؤمنين في الحديث الإمام الحافظ شيخ شيوخنا الأقدمين أبي الفضل ابن حجر العسقلاني ط1414هـ ـ دار الجيل ـ ج1 / ص148 ، ومن كتاب ( نهاية الأرب في فنون الأدب ) للإمام القاضي شهاب الدين النويري المعاين للحادثة والمتوفى سنة 733هـ ط دار الكتب المصرية 1998م ج32 / ص115 ـ 116 وهذا نصه :
[[[[ وأما تقي الدين فإنه استمر في الجب بقلعة الجبل إلى أن وصل الأمير حسام الدين مهنا إلى الأبواب السلطانية في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ، فسأل السلطان في أمره وشفع فيه ، فأمر بإخراجه ، فأخرج في يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر وأحضر إلى دار النيابة بقلعة الجبل ، وحصل بحث مع الفقهاء ، ثم اجتمع جماعة من أعيان العلماء ولم تحضره القضاة ، وذلك لمرض قاضي القضاة زين الدين المالكي ، ولم يحضر غيره من القضاة ، وحصل البحث ، وكتب خطه ووقع الإشهاد عليه وكتب بصورة المجلس مكتوب مضمونه :
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد من يضع خطه آخره أنه لما عقد مجلس لتقي الدين أحمد بن تيمية الحراني الحنبلي بحضرة المقر الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري العالمي العادلي السيفي ملك الأمراء سلار الملكي الناصري نائب السلطنة المعظمة أسبغ الله ظله ، وحضر فيه جماعة من السادة العلماء الفضلاء أهل الفتيا بالديار المصرية بسبب ما نقل عنه ووجد بخطه الذي عرف به قبل ذلك من الأمور المتعلقة باعتقاده أن الله تعالى يتكلم بصوت ، وأن الاستواء على حقيقته ، وغير ذلك مما هو مخالف لأهل الحق ، انتهى المجلس بعد أن جرت فيه مباحث معه ليرجع عن اعتقاده في ذلك ، إلى أن قال بحضرة شهود : ( أنا أشعري ) ورفع كتاب الأشعرية على رأسه ، وأشهد عليه بما كتب خطا وصورته :
(( الحمد لله ، الذي أعتقده أن القرآن معنى قائم بذات الله ، وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية ، وهو غير مخلوق ، وليس بحرف ولا صوت ، كتبه أحمد بن تيمية .
والذي أعتقده من قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) أنه على ما قاله الجماعة ، أنه ليس على حقيقته وظاهره ، ولا أعلم كنه المراد منه ، بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى ، كتبه أحمد بن تيمية .
والقول في النزول كالقول في الاستواء ، أقول فيه ما أقول فيه ، ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى ، وليس على حقيقته وظاهره ، كتبه أحمد بن تيمية ، وذلك في يوم الأحد خامس عشرين شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ))
هذا صورة ما كتبه بخطه ، وأشهد عليه أيضا أنه تاب إلى الله تعالى مما ينافي هذا الاعتقاد في المسائل الأربع المذكورة بخطه ، وتلفظ بالشهادتين المعظمتين ، وأشهد عليه بالطواعية والاختيار في ذلك كله بقلعة الجبل المحروسة من الديار المصرية حرسها الله تعالى بتاريخ يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ، وشهد عليه في هذا المحضر جماعة من الأعيان المقنتين والعدول ، وأفرج عنه واستقر بالقاهرة .. ]]]] اهـ .
هذاكلام الإمام النويري ، ونحوه كلام الحافظ ابن حجر ، ونقل هذه التوبة غيرهما أيضا ، وفيما ذكرنا هنا كفاية .

حقائق عن الوهابية ...


إن جرائم محمد ابن عبدالوهاب كثيرة لا يستطيع الباحث حصرها فقد خرج ابن عبدالوهاب علي الخلافة العثمانية وأستباح دماء واموال وأعراض المسلمين وكفرالامة الاسلامية !!!!!!!
وفي هذه الموضوع نعطي نظرة للقارئ عن محمد أبن عبدالوهاب النجدي بإختصار شديد ومن مراجعهم المعتمدة حتي لا يقال أن هذا من الكذب..والله المستعان.
ننظر معا أخي القارئ في تاريخ الوهابية ونتقصى فظائع ارتكبت باسم الدين والتوحيد ونقيم الشواهد على أن هؤلاء القوم هم أساس فتنة وبلاء التكفير الذي نعيشه اليوم لنرى معا كيف أن البذرة الخبيثة التي غرسها ابن عبدالوهاب ما زال شررها يصيب الناس ويشوه الإسلام بسببه والله المستعان .
وقد جاءت الاحاديث الصحيحه في التحذير من محمد ابن عبدالوهاب واتباعه كما راينا في الموقع.
فالوهابية خوارج العصر بلا شك ولا ريب.
فنشاهد إقرار ابن عبدالوهاب وهو يشهد على نفسه بالكفر وعلى مشايخه جميعا بل وعلى كل الأمة أنه لم يكن أحد قبله وقبل قيامه بدعوته يعرف الإسلام والله والكل كفار مشركون .. ثم يقولون نحن معتدلون ولسنا تكفيريين !!!!
وكتابي تاريخ نجد والرسائل النجدية من اهم كتب الوهابية ومراجعهم وكذلك ما جاء ما حكاه الجبرتي المتأثر بالوهابية..فلنري سويا ماذا ورد عن ابن عبدالوهاب.
والغريب اخي المسلم والداعي للنظر والفهم خلال تاريخ الوهابية كله لم يسجل لها التاريخ مواجهة واحدة مع اليهود والنصارى بل سجلهم حافل بقتل اهل مكة
والطائف والمدينة المنورة وقطر والبصرة وكربلاء والنجف وعمان وبلاد الشام وهم يتفاخرون بهذا التاريخ الدامي في مؤلفاتهم فأين جهادهم للإستعمار الذي كان قد دخل اكثر من دوله اسلامية في ذلك الوقت؟
يقول ابن عبدالوهاب في رسالة الى قاضي الدرعية الشيخ عبد الله بن عيسى :
( وأنا ذلك الوقت لا أعرف معنى (لا إله الا الله) ولا أعرف دين الاسلام ، قبل هذا الخير الذي مَنَّ الله به ، وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك. فمن زعم من علماء “العارض” أنه عرف معنى (لا اله الا الله) أو عرف معنى الاسلام قبل هذا الوقت ، أو زعم عن مشايخه أن أحداً عرف ذلك ، فقد كذب وافترى ولبّس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه )
المصدر : ( تاريخ نجد ) لابن غنام ، ص 310 .
ـــــــــــــــــــــ
قول المؤرخ الوهابي عثمان ابن بشر صاحب كتاب عنوان المجد في ترجمة شيخه ابن عبدالوهاب [كان هو الذي يـجهِّز الجيوش، ويبعث السرايا، ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه، والوفود إليه والضيوف عنده، والداخل والخارج من عنده]
عنوان المجد، 1/91..
________________________________________
قول عثمان ابن بشر في أحداث سنة 1212هـ: [وفيها غزا هادي بن قرملة وأغار على البقوم في الحجاز فهزمهم وقتل منهم عدّة رجال ثم بعد شهرين غزاهم فقتل منهم قتلى وأخذ كثيراً من الإبل والغنم]. عنوان المجد 1/111
________________________________________
ما فعله الوهابية في (وقعة اليتيمة) وهم يقاتلون مسلمون موحدون انظر ماذا يقولون وكان الاسلام لهم وحدهم وباقي الامة كانوا علي درب الكفر سائرون.
من كلام مؤرخهم عثمان بن بشر نصاً حيث يقول: [فكرُّوا على أهل القصيم كرة واحدة، فغابت الشمس قبل وقت غيوبها، وأظلم بحالك الغبار شمالها وجنوبها، فوطأهم المسلمون (!) وطأة شديدة، فلما سمعوا ضرب الهمام ولوا منهزمين، وعلى جباههم هاربين، وذهل الوالد منهم ولده، والمنهزم أشفق على السلامة ورمى ما بيده، واستمر الضرب في أقفيتهم بعدما كان في صدورهم، وانتقل الطعن من نحورهم إلى ظهورهم، وقتل المسلمون [يقصد الوهابيةُ] فيهم قتلاً ذريعا، وفتكوا فيهم فتكاً شنيعا، فكان الواحد من المسلمين يقتل العشرين، وأكثر من قتلهم أهل الرياض].
________________________________________
الاغارة واستحلال دماء واموال واعراض المسلمين وهو ما ذكره عثمان أبن بشرفي أحداث سنة 1245هـ حيث يقول: [وفي أوله غزا محمد بن عفيصان بأمر الإمام تركي بجيش من المسلمين وقصد ناحية الإحساء فأغار على قافلة مقبلة من بندر العقير وأخذها وكان معها من الأموال ما لا يحصى]
عنوان المجد 2/35..
هذه إذن هي دعوة التوحيد من منظور خوارج العصر القافلة الحافلة، والكثير من الإبل والغنم، واغتصاب الأموال التي لا تحصى؛ ولا بأس بحسب -عقيدة الوهابية- كما في -عقيدة اليهود- أن تهدر دماء المسلمين في سبيل ذلك.
________________________________________
ويذكر المؤرخ الشهير عبدالرحمن الجبرتي – وهو ذو هوى وهابي – في كتابه (تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار) أنهم (حاربوا الطائف وحاربهم أهلها ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون ، واستولوا عليها عنوة ، وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال ، وهذا رأيهم مع من يحاربهم)
ص 90 ، ط. دار اليمامة للبحث والترجمة والإشراف ، طبعة أولى.
________________________________________
وفي احتلال مكة وقتلهم فيها الاطفال والنساء وحتي الحيوانات يذكر لنا مؤرخهم فيقول
يذكر مؤرخ الوهابية عثمان النجدي في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ( أن لحوم الحمير والجيف بيعت فيها بأغلى الأثمان ، وأكلت الكلاب ، وأخذ الناس يهجرونها نتيجة الخطر الجاثم على أطرافها ، فلم يبق فيها إلا النادر من الناس.)
عنوان المجد في تاريخ نجد (ج1 ، ص 135)
________________________________________
ويذكر ايضا ي عثمان بن بشر النجدي مؤرخ الوهاببية ومؤلف كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) في حرب كربلاء واحداث عام 1801 قائلا ” أخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أهلها فالحمد لله رب العالمين ولا نعتذر عن ذلك ونقول.. وللكافرين أمثالها.”
________________________________________
ولقد اثبت المحققون في تاريخ الوهابية كما ذكرنا سابقا أن هذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزاره المستعمرات البريطانية. انظر كتاب (أعمده الاستعمار) لخيري حماد، و(تاريخ نجد) لسنت جون فيلبى أو عبد اللّه فيلبى، و(مذكرات حاييم وايزمن) أول رئيس وزراء للكيان الصهيونى، و(مذكرات مستر همفر)، و(الوهابية، نقد وتحليل) للدكتور همتي…
ـــــــــــــــــــــــ
قال الجبرتي في عجائب الآثار:
شهر رجب الفرد سنة 1220
وفيه وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد حصارها نحو سنة ونصف .انتهى
ـــــــــــــــــــــــ
وقال: “شهر ربيع الأول سنة 1219 استهل بيوم السبت
وفي ثالث عشره، ورد الخبر بوصول مراكب داوات من القلزم إلى السويس وفيها حجاج والمحمل وأخبروا بمحاصرة الوهابيين لمكة والمدينة وجدة، وأن أكثر أهل المدينة ماتوا جوعاً لعزة الأقوات والأردب القمح بخمسين فرانساً إن وجد والأردب الأرز بمائة فرانساً وقس على ذلك” اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــ
وقال الجبرتي في عجائب الآثار الجزء الثالث/صحيفة 336:
… وأنه ورد عليهم خبر ليلة اربعة عشر شهره بأن جماعة من كبار الوهابية حضروا بنحو سبعة ءالاف خيال وفيهم عبدالله ابن مسعود وعثمان المضايفي ومعهم مشاة قصدوا أن يدهموا العرضي على حين غفلة فخرج اليهم شديد شيخ الحويطات ومعه طوائفه ودلاة وعساكر فوافاهم قبل شروق الشمس ووقع بينهم القتال والوهابية يقولون (هاه يا مشركون)
وانجلت الحرب عن هزيمة الوهابية وغنموا منهم نحو سبعين هجينا من الهجن الجياد محملة ادوات وكانت الحرب بينهم مقدار ساعتين. اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــــ
وهذه وثيقة
هذه وثيقة عثمانية في محمد بن عبد الوهاب وطبعا سياتي الوهابية يقولون محمد ابن عبدالوهاب لم يخرج علي الخلافة العثمانية الاسلامية بل الخلافة العثمانية الاسلامية هي من خرجت عليه
كتاب سلطاني من أمير المؤمنين السلطان محمود خان العثماني إلى شريف مكة وأميرها الأمير مسعود :
(( أمر إلى أمير مكة الأمير مسعود دام سعده ..
لقد ظهر شخص سيء المذهب في العيينة ، وهي إحدى قرى نجد في جهة الشرق وقام بإصدار اجتهادات باطلة ومخالفة للمذاهب الأربعة ونشر الضلالة والترغيب بها ، وبناء على إعلامكم إيانا واقتراحكم السابق فإن عليكم المبادرة إلى زجر وتهديد المفسد المذكور وأتباعه بمقتضى الشرع المطهر ، وإمالتهم إلى طريق الصواب ، أما إذا أصروا على ملعنتهم فإن عليكم إقامة وتنفيذ الحدود الإلهية الواجبة شرعا ، وقد أصدرت إليكم يا شريف مكة المشار إليه أمري هذا خطابا ، ولما كنتم قد أبلغتم الدولة العلية في كتبكم الواردة إلى دار السعادة بحاجتكم إلى الإمدادات والمعونات بسبب تمكن الملحد من كسب سكان تلك المناطق إلى جانبه بكل الحيل بحيث لم يعد ممكنا التقرب من تلك الأطراف فإن التقاعس بخصوص هذا الشخص المذكور ( محمد بن عبدالوهاب ) سيؤدي إلى ظهور حاجة إلى القوت أكثر عددا لمحاربة الشخص المذكور؛ لقد صدر أمر السلطاني بخصوص سيركم ضد الشخص المذكور واستئصاله ، وإن أيذاءهم بسيف الشريعة وتطهير الأراضي المقدسة ( منهم ) يعتبر عقوبة (( سياست )) لهم وواجبا يفرضه الدين، ولأجل تسديد مصاريف رواتب ومؤن العساكر الذين ستقومون بتسجيلهم لهذه المهمة فقد أنعمت عليكم بمبلغ 25 كيس رومي من الإقجات من إرسالية مصر لسنة 1163هـ .. ))
انتهى من محفوظات ارشيف رئاسة الوزراء ـ وثائق الداخلية تصنيف جودت ـ الرقم 6716 أواسط شوال 1164هـ .
يراجع أمراء مكة المكرمة في العهد العثماني للمؤرخ إسماعيل حقي أوزون جارشلي.

الوهابية وتشويه صورة الإسلام ...

السلفية المعاصرة والتي يطلق عليها (الوهابية) ان صحت التسمية ليست الصورة الحقيقة للاسلام
فالاسلام بطبيعته دين سماح ويسر ودين منفتح على الآخر ويدعو للسلام دائماً،هذا هو الاسلام الصحيح
واسلام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومع الأسف تم استغلال الاسلام والدين بعد وفاة النبي محمد مباشرة واستخدامه كوسيلة للوصول للسياسة والحفاظ على العرش وسرعان ماانقلب بعض مايسمون بالصحابة على النهج الاسلامي والتعاليم الاسلامية حتى أن البعض منهم ارتد عن الاسلام والبعض منهم كان منافقاً ولم يكن مقتنعاً بالاسلام أساساً وتفننوا السلاطين في تلك الفترة باستغلال الدين الاسلامي ابتداء من تعيين وعاظ لهم وهم بمثابة رجال الدين يفتون حسب أوامر السلطان في تلك الفترة وكانوا يتقاضون أموالاً طائلة فبدلوا في النصوص الاسلامية وفسروا القرآن حسب ماتقتضيه مصلحة السلطان وأفتوا في الدين ، ولعبوا دوراً أساسياً في قلب الموازين وقلب الحقائق فكل سلطان كان يملك الحل الشرعي المناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب كل هذا بفضل مايسمون برجال الدين وهم موظفون عند ذلك السلطان.
فمن الطبيعي أن يصل الحال إلى مانحن عليه من تناقضات ومستحيلات.
افترق الاسلام إلى مذاهب وفرق وكل مذهب يناقض المذهب الآخر ووصل الحال إلى تكفير كل منهم الآخر وهذا مايثبت كلامي في البداية بأن السلاطين بعد وفاة الرسول استغلوا الاسلام استغلال قذر للوصول إلى غاياتهم .
نحن نعبد الله سبحانه وتعالى ونتقرب اليه ونقوم بمعاملاتنا اليومية بما وصانا به الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وبما وصلنا منه الينا من روايات وأحاديث وتفاسير وخطب ووصايا وكلها منقولة الينا عن طريق الصحابة والتابعين وصولاً بالسلف(الصالح) "مع شديد التحفظ " منتهية الينا الآن ويجب أن نعرف أن أغلب الأحاديث أو الوصايا تم استغلالها أو تحريفها على الأقل لتتناسب مع ذلك السلطان أو مع رجل الدين في تلك الفترة.
البحث في التاريخ مطلب وأمر ضروري ولايجب الاستهانة به وسكوت العلماء عن هذا الأمر يعتبر جرم ومشاركة في هذا الخطأ الكبير مع العلم أن أغلب العلماء والمشائخ يحذرون من البحث في التاريخ أو القراءة في الأحداث التي حصلت بالرغم من أن بعض الأحداث كانت الفيصل في بعض القضايا وكانت بداية الانطلاقة إلى التمذهب.
أحداث ووقائع كثيرة نمر عليها مرور الكرام بالرغم من أهمية قراءة الحيثيات فيها وأسباب نشوبها مثال من مئات الأمثلة واقعة الجمل وغيرها.
عندما نسأل عالم كبير عن واقعة معينة أو حدث معين يأتي الجواب المعتاد تلك أمة قد خلت لها ماكسبت وعليها مااكتسبت والصحابة هم الصفوة ولايوجد أحد أفضل منهم …الخ
كيف هم الصفوة ؟!
والاقتتال بينهم بعد وفاة الرسول استمر عشرات السنين والبعض منهم يتلفظ على الآخر بألفاظ لايجب أن تصدر من صحابي !
أيعقل أن الرسول يصاحب مثل هؤلاء ؟
في أبسط الأمور يجب على الصحابي أن يكون قدوة حسنة للتابعين ولعامة الناس ولكن مانقرأه عكس ذلك تماماً
مثال على ذلك:
شخصية معاوية بن أبي سفيان كانت محل جدل سنوات طويلة وكانت هذه الشخصية لايجب الاقتراب منها او المساس بها لامن قريب ولا من بعيد كيف وهو كاتب الوحي!!
ولكن تفاجأنا أنه يحمل كثير من الخصال الذميمة كتوريثه للحكم لابنه يزيد وكلنا يعرف من هو يزيد
وبغضه لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه حتى أنه أمر أئمة المساجد بلعنه على المنابر لمدة أربعون سنة حتى جاء عمر بن عبدالعزيز وأمرهم بوقف اللعن.
أربعون سنة كفيلة بأن تنتج جيل متشدد يبغض علي بن أبي طالب وبالتالي أبنائه وأحفاده وصولاً إلى أتباعهم وأصحابهم
مثل هذه الأحداث لم نكن نسمعها ولايسمح لنا حتى بمناقشتها ، وقس على ذلك بقية الصحابة والتابعين والسلف من بعدهم.
لو فتح المجال للنقد وقراءة التاريخ بكل شفافية ودون تعصب لاكتشفنا الكثير من الأحداث والأمور المغيبة عنا سنوات طويلة .
بفضل التكنولوجيا وشبكة الانترنت والتواصل مع الآخر ودكتور الجامعة والرجل المثقف تفتحت آفاقنا كثيراً ولم نعد نعتمد على الشيخ الفلاني والعالم الفلاني الذي لم نأخذ منه سوى الجهل.
ماوصلنا اليه الآن من تناقضات وتناحرات وتكفير وتبادل التهم بيت فترة وأخرى هو نتاج طبيعي بل طبيعي جداً عن تراكم الأحداث وطمس الحقائق وتبجيل الشخصيات.
دائماً يطرأ هذا السؤال ماهو سر ارتباط العلماء والمفتين حول الحاكم؟
وهذا السؤال بعد كل ماذكرناه لا أعتقد أنه يحتاج إلى اجابة ، فمنذ بداية وفاة الرسول إلى عهد قريب والروايات والأحاديث الشريفة التي تم التلاعب بها وتحريفها والأحاديث الملفقة على النبي حصنت الحاكم تحصين منيع حتى أصبح عندنا أن الخروج على الحاكم الذي هو ولي الأمر سواء صالح أو طالح أو ظالم أو فاجر لايجوز في الشرع وفيه مفسدة و اثم كبير ووو….الخ.
وعلى هذه القاعدة نقول أن الخروج على القذافي مفسدة ومسموح له أن يقضي على شعبه ، والخروج على علي عبدالله صالح مفسدة ولندعه يسرق قوت شعبه والخروج على صدام حسين مفسدة ولندعه يدمر الحضارة ويفني شعبه ويهجر مثقفيه .
لندعهم يعثوا في الأرض مفسدين ولايجب الخروج عليهم تحت قاعدة لايجوز الخروج علي ولي الأمر ، وهذا ماجنيناه من وعاظ السلاطين في تلك الحقبة الزمنية .
ولذلك دائماً نرى أن الشباب المثقف والواعي والمنفتح يكره التدين والمتدينين ويحاول التملص منه ليس كرها في الاسلام وانما لوجود هذه التناقضات التي مع الأسف وجدها أمامه وكرهاً لمن يمثلون الاسلام من سلفية وغيرهم الذين وقفوا التطور بأنواعه في فترة من الفترات ويكفي هنا سؤال الأجداد ، فالسلفية المعاصرة ومابها من تشدد وتخبط ومتناقضات والحروب فيما بينها وبين المذاهب الأخرى ماهو الا نتاج لتلك التراكمات والتكتمات ، إلى أن أصبحت ترفض بدون أي مناقشة أي وجهة نظر أو نقاش ضد صحابي أو تابعي أو حتى من السلف الصالح وإن ثبت على تلك الشخصية أكثر من شبهة وشبهة فسيأتي الرد تلك أمة قد خلت.
في زمن قريب كان الحرم المكي يصلى فيه أربع جماعات حول الكعبة في وقت واحد كل جماعة لها مذهبها وهم
المذهب الحنبلي وله إمام جماعة
المذهب المالكي وله إمام جماعة
المذهب الشافعي وله إمام جماعة
المذهب الحنفي وله إمام جماعة
وتوجد مذاهب أخرى متفرقة كالصوفية وغيرها
جميل أن تم دمج جميع هذه الجماعت خلف إمام واحد ولو بشكل ظاهري لأن في الباطن عكس ذلك
فالشافعية مثلاً وأنا كنت منهم يحتفلون بالمولد النبوي ويتم عمل احتفال ضخم وتوزع فيه الحلوى بمباركة مولد هذه المناسبة
والحنبلية يرون بدعة هذا العمل وكل بدعة ضلالة فالنتيجة النهائية الشافعية في نظر الحنبلية مبتدعة وضالون فهم في النار
والمالكية أفكارهم قريبة نوعاً ما إلى الشيعة
لولا حفظ الله ورعايته وحكمة الحكومة الرشيدة لتناحرنا فيما بيننا ، وهذا لايعني أن لانتناقش ونوضح وجهات النظر ونعمل مجالس ومنتديات خاصة ونكشف الحقائق ونطرح الأوراق والكل يعمل في النهاية بقناعته التي وصل اليها ، أما أن نجلس ونكبر ونترعر مخدوعين فهذا قمة السذاجة ، أسمى شيء في العبادة أن أعبد الله سبحانه وتعالى كما يحب هو أن يُعبد ليس كما يحب الشيخ الفلاني أو الصحابي الفلاني أو المفتي الفلاني وهذ ا لن يحصل الا بعد التنقيح في الموروث الذي وصلنا والبعد عن التعصب والحديث بكل شفافية.
والخطأ نقول عنه خطأ والصح نأخذ فيه ونعمل به.

الجمعة، 10 فبراير 2012

لماذا نزل الجيش إلى الشوارع



لماذا نزل الجيش إلى الشوارع
 
فمن وجهة نظرى ان المجلس العسكرى أحس أخيرا بالرفض من كثير من طبقات المجتمع المصرى بسبب الاحداث الاخيرة التى شهدتها مصر وتنامى الشعور لدى الجميع بعدم الامان فى ظل تراخى الامن و المجلس العسكرى واتهامه بتدبير الفتن والمؤامرات لإحداث فوضى فى مصر ومنها أحداث بورسعيد فيريد ان يشعرنا المجلس العسكري انه المخلص الامين على البلد ويحاول الان نشر الامان والاطمئنان فى نفوس الشعب ويكسب احترام الشعب كما من قبل أثناء الثورة فى ظل الدعوات المستمرة من الشباب لإضراب عام يوم 11 فبراير فى ذكرى رحيل مبارك
وما لاقته هذه الدعوه من قبول لدى الكثير ما عدا من كانوا فى الماضى القريب يرفضون 
الخروج عن الحاكم وهذه بعض الامثلة :

الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، الدعوات لعصيان يوم 11 فبراير القادم، قائلاً:" مصر لا تحتمل مزيدا من التخريب الاقتصادى، والبلد يسير فى إطار بناء المؤسسات التشريعية كمجلس الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة، وليس من المعقول أن يفعل أى شخص ما يأتى على هواه".
وأضاف برهامى أن الموظفين مرتبطون فى الشركات بعقود عمل، ولا يجوز لهم التخلف عن العمل، مشيراً إلى أن الإضراب يتسبب فى إعاقة أعمال المواطنين والمصالح العامة، وإضرار بمصالح مصر، مؤكداً على أن الدعوة للإضراب يوم 11 فبراير دعوة لإسقاط مصر وإدخال البلاد فى مزيد من الانهيار.
 وماكينة التحريم والفتوى المتواجده منذ زمن فى الازهر الشريف 
:  فلكل حدث فتوى فخرجوا علينا بفتوى تحريم العصيان المدنى


قال د.أحمد الطيب شيخ الأزهر في بيانه "إن تعطيل العمل محرم شرعا، وإن قيمة العمل في الإسلام عالية رفيعة، وإن القرآن الكريم قد رفع مكانة العلم وأهله مكانا عليا. وأكد أحمد الطيب أنه لا يكاد يُذكر الإيمان في القرآن إلا مقروناً بالعمل الصالح النافع للناس أجمعين. 
 , ولا ننسى أخوتنا فى جماعة الاخوان المسلمين فبعد ان تمكنوا من مجلس الشعب بل وبالاغلبية ( فى كل شئ ) نسوا البيان الصادرمنهم عام 2008 عندما طالب بعض الحركات الشبابية وبعض الأحزاب بألاضراب فأصدروا بيان يتضمن مشاركتهم فى الإضراب

ولكن اليوم غير امس فاليوم يرفضون الاضراب بل ويهاجمونه ويخونون من يدعوا له كما فعل الحزب المنحل سابقا 

ولكن اليوم غير امس فاليوم الشعب المصرى فهم وتعلم كيف هي السياسة تُغير ما لم نكن نحلم ان يتغير فالمبادئ تتلون بالمصالح , ولكن الآمل فى الشباب المثقف الواعى بما يدور حوله من مخططات ومؤمرات لإجهاض ثورتنا العظيمة .
لماذا الإضراب


وهذه بعض دعوات الإضراب
((( من صفحة شباب ائتلاف الثورة )))


س: هل أنت مقتنع بالإضراب ؟
ج: ليس مهماً قناعتي ، فأنا مقتنع بمصر الحرية والكرامة والعدالة ومصر الثورة الحقيقية

س: وأنا أيضاً ، لكن لماذا الإضراب ؟
ج : لأنه وسيلة من وسائل الضغط والتغيير اللاعنيف

س: وما هي الوسائل الأخرى ؟
ج : المسيرات ، الوقفات الصامتة ، الاعتصامات ، المظاهرات ، العصيان المدني وغيرها.

س : لكن هذه الطريقة ستضر كثيراً بالوطن.
ج: قبل أن نتهم هذه الوسيلة
وسيلة مضرة ، فلنسأل أنفسنا ما الفرق بينها وبين أن تعتصم في ميدان التحرير لثلاث أيام؟
، أو تقوم بعمل اعتصام في أي مؤسسة ، كلها توقف الحياة والعمل في محيطها ، فلنسأل أنفسنا ماذا نريد؟

س: صحيح ،ماذا نريد ؟
ج: نريد رفع ضرر أكبر يحدث بسبب طول حكم العسكر ولتقصير المدة الإنتقالية و أي ضغط شعبي يظل شوكة في حلق المجلس العسكري ، ومن الصحيح ألا تتبنى الأحزاب السياسية هذه الوسائل وتظل وسائل شعبية مستقلة فمجرد وجود ضغط شعبي يدعم تحقيق المطالب ويدعم دور البرلمان وباقي المؤسسات ذات الشرعية ويجب أن نعلم أن كل هذه الوسائل تصب في اتجاه واحد ..

س : ولكن تم تحديد 10 مارس لفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية ، لماذا الاستعجال إذاً؟
ج: الاستعجال بعد مرور عام كامل لم يتم فيه محاكمة من قتل الثوار في 25 يناير قبل الماضي ولم يتم اتخاذ قرارات واضحة فيه ، سوى بعد القرارات التي تطبطب على الشارع الثوري لتمتص غضبه كالإسفنجة ، من يتبع هذا الأسلوب لا يمكن الثقة فيه سوى ليلة تسليمه السلطة.
ما رأيك في أخبار نزول مدرعات الجيش لحماية المنشآت ردا على دعوات الإضراب ، أين كانت هذه الدفاعات الأمنية وقت البلطجة واحداث بورسعيد أم أن الإنفلات الأمني يظهر فقط وقت الضغط الحقيقي فنروع الناس منه وكأنه الضرر والخطر الأكبر والكارثة التي ستطيح باقتصاد البلد.

س : لكن البرلمان يعمل ولنتركه يقوم بواجبه
ج : البرلمان يجب أن يقوم بواجبه ، والشارع الثوري يجب أن يقوم بواجبه في الحفاظ على مسار الثورة الحضاري كنوع من أنواع الضغط الداعم لتحقيق المطالب ، ومن الخطأ تسويغ المسار الثوري على أنه الخراب بعينه فهذا يضر أكثر مما ينفع..

س: لكن الإضراب سيوقف عجلة الإنتاج ؟
ج: عجلة الإنتاج يوقفها حالة عدم الاستقرار التي طالت بسبب تباطؤ المجلس العسكري في الاستجابة للمطالب ،والإنفلات الأمني نتيجة عدم انهاء المحاكمات وتطهير الداخلية ، ولن يوقفها إضراب لمدة يوم ، كما أن الغريب أننا قمنا بالكثير من المسيرات التي أوقفت الشوارع والميادين لنفس الأهداف .

س : أليس من الأفضل أن يقوموا بمسيرات ووقفات إحتجاجية ؟
ج : ألم يتم إتهام الثوار بأن هناك بلطجة وأعمال عنف وتخريب منشآت من أناس يندسون بينهم ، أي الوسائل أقل ضرراً .

س :لم أقتنع ، مازلت أرى أن الإضراب لن يأتي بجديد!
ج: ليس من المهم أن تقتنع لكن من الخطأ أن تتصور أن من يدعو إلى الإضراب يود تخريب البلد ، لأن نفس التصور كان يمكن أن يلصق لمن دعى إلى ثورة الغضب يوم 25 يناير 2011 وأغلق الطرق والميادين ، وطالما أن هناك دعوات سلمية فرفضنا لها أو قبولنا لها لن تمنعها من الحدوث ، وعلينا أن نتعامل مع الواقع بما يفيد مصلحة الوطن وليس بما يفيد إرساء قواعد التخوين
وأخبرني لماذا إذا نكرر الثورة مستمرة ، أليس لأهمية استخدام جميع الوسائل السلمية بهدف تحقيق المطالب.

س : على فكرة الدكتور عمر عبد الكافي حرم الإضراب؟
ج :و الدكتور نصر فريد واصل قال عنه واجب لرفع الضرر الأكبر ، لن يمكن أن نسوق لآراءنا بدلائل لأن كل طرف سيسوغ الدليل الذي يفيد وجهة نظره .

س : عموما ، الأمر لا يعنيني لأني أصلا يوم السبت إجازة
ج : طيب واجع دماغي ليه من الصبح ، لما انت كده كده قاعد في البيت ، ماتسيب اللي هايعمل حاجة يعملها .





دعوه أخرى
 لو حد قالك إن العصيان المدني هيخسر مصر مليار
قوله مبارك سارق منا 70 مليار فينهم ؟

* لو حد قالك إن العصيان المدني هيخسر مصر مليار
قوله الإنفلات الامنى بيخسر السياحة 70 مليار
* لو حد قالك إن العصيان المدني هيوقع البورصة
قوله فلوس البورصة بتاعة رجالة مبارك مش بتاعة الشعب
* لو حد قالك إن العصيان المدني هيجوعنا وهيوقف حالنا وهيخرب بيتنا
قوله هنرجع بيه فلوس الأرامل واليتامى فى التأمينات والمعاشات
اللي سرقها بطرس غالي وبيتفسح بيها فى أوروبا .
* لو حد قالك إن العصيان المدني هيسقط الدولة والجيش
قوله ده عمل سلمي وحماية لينا عشان منتحولش لسوريا أو ليبيا .
*لما حد يسألك إنت ليه زعلان من المجلس العسكرى مع أنه يومين وهيمشي
قوله ده ورط جيشنا يعرى بناتنا ويدهس بمدرعاته شبابنا
وكل يوم بيوقع عشرات الشهداء و المصابين
*لو حد قالك ماهم خلاص هيعملوا انتخابات رئاسة
قوله اللي هيديرها هو اللى كان بيدافع عن تزوير الإنتخابات فى عهد مبارك
و فيها قانون يمنع الطعن على نتيجة الانتخابات
*لو حد سألك انت ليه هتعمل عصيان مدني
قوله علشان فلوسي اللى بدفعها للدولة بيشتروا بيها رصاص وقنابل غاز
بيقتلوا بيها ولادنا .
*أوعى تصدق ان اللى بتعمله ده ضد البلد ودعوة للتخريب والفوضى
بالعكس انت بتحب البلد دي وعاوزها تبقى فعلا بتاعتك وبتخدمك
مش مسروقة من شوية حرامية المجلس العسكري بيحميهم
لو قرأت بتاريخ الثورات هتعرف ان العصيان المدني مرحله من مراحلها
و هتعرف ان على سبيل المثال النظام العسكري فى بولندا سلم السلطة للمدنين
بعد 11 يوم بس من بدء الاضراب العام فى بولندا سنة 89
انقذ مصر وانت فى البيت -من غير خرطوش ولا غاز ولا دم
فأخيرا اريد ان اقول سواء كنت مع من يدعون للإضراب فلا تهاجم من يرفضون وإن كنت مع من يرفضون الإضراب فلا تهاجم من يدعون له
فالكل يريد مصلحة البلد وإن أختلفت الطرق والروئ .
 إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر
إسماعيل الشيمى