الأحد، 12 فبراير 2012

الوهابية وتشويه صورة الإسلام ...

السلفية المعاصرة والتي يطلق عليها (الوهابية) ان صحت التسمية ليست الصورة الحقيقة للاسلام
فالاسلام بطبيعته دين سماح ويسر ودين منفتح على الآخر ويدعو للسلام دائماً،هذا هو الاسلام الصحيح
واسلام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومع الأسف تم استغلال الاسلام والدين بعد وفاة النبي محمد مباشرة واستخدامه كوسيلة للوصول للسياسة والحفاظ على العرش وسرعان ماانقلب بعض مايسمون بالصحابة على النهج الاسلامي والتعاليم الاسلامية حتى أن البعض منهم ارتد عن الاسلام والبعض منهم كان منافقاً ولم يكن مقتنعاً بالاسلام أساساً وتفننوا السلاطين في تلك الفترة باستغلال الدين الاسلامي ابتداء من تعيين وعاظ لهم وهم بمثابة رجال الدين يفتون حسب أوامر السلطان في تلك الفترة وكانوا يتقاضون أموالاً طائلة فبدلوا في النصوص الاسلامية وفسروا القرآن حسب ماتقتضيه مصلحة السلطان وأفتوا في الدين ، ولعبوا دوراً أساسياً في قلب الموازين وقلب الحقائق فكل سلطان كان يملك الحل الشرعي المناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب كل هذا بفضل مايسمون برجال الدين وهم موظفون عند ذلك السلطان.
فمن الطبيعي أن يصل الحال إلى مانحن عليه من تناقضات ومستحيلات.
افترق الاسلام إلى مذاهب وفرق وكل مذهب يناقض المذهب الآخر ووصل الحال إلى تكفير كل منهم الآخر وهذا مايثبت كلامي في البداية بأن السلاطين بعد وفاة الرسول استغلوا الاسلام استغلال قذر للوصول إلى غاياتهم .
نحن نعبد الله سبحانه وتعالى ونتقرب اليه ونقوم بمعاملاتنا اليومية بما وصانا به الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وبما وصلنا منه الينا من روايات وأحاديث وتفاسير وخطب ووصايا وكلها منقولة الينا عن طريق الصحابة والتابعين وصولاً بالسلف(الصالح) "مع شديد التحفظ " منتهية الينا الآن ويجب أن نعرف أن أغلب الأحاديث أو الوصايا تم استغلالها أو تحريفها على الأقل لتتناسب مع ذلك السلطان أو مع رجل الدين في تلك الفترة.
البحث في التاريخ مطلب وأمر ضروري ولايجب الاستهانة به وسكوت العلماء عن هذا الأمر يعتبر جرم ومشاركة في هذا الخطأ الكبير مع العلم أن أغلب العلماء والمشائخ يحذرون من البحث في التاريخ أو القراءة في الأحداث التي حصلت بالرغم من أن بعض الأحداث كانت الفيصل في بعض القضايا وكانت بداية الانطلاقة إلى التمذهب.
أحداث ووقائع كثيرة نمر عليها مرور الكرام بالرغم من أهمية قراءة الحيثيات فيها وأسباب نشوبها مثال من مئات الأمثلة واقعة الجمل وغيرها.
عندما نسأل عالم كبير عن واقعة معينة أو حدث معين يأتي الجواب المعتاد تلك أمة قد خلت لها ماكسبت وعليها مااكتسبت والصحابة هم الصفوة ولايوجد أحد أفضل منهم …الخ
كيف هم الصفوة ؟!
والاقتتال بينهم بعد وفاة الرسول استمر عشرات السنين والبعض منهم يتلفظ على الآخر بألفاظ لايجب أن تصدر من صحابي !
أيعقل أن الرسول يصاحب مثل هؤلاء ؟
في أبسط الأمور يجب على الصحابي أن يكون قدوة حسنة للتابعين ولعامة الناس ولكن مانقرأه عكس ذلك تماماً
مثال على ذلك:
شخصية معاوية بن أبي سفيان كانت محل جدل سنوات طويلة وكانت هذه الشخصية لايجب الاقتراب منها او المساس بها لامن قريب ولا من بعيد كيف وهو كاتب الوحي!!
ولكن تفاجأنا أنه يحمل كثير من الخصال الذميمة كتوريثه للحكم لابنه يزيد وكلنا يعرف من هو يزيد
وبغضه لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه حتى أنه أمر أئمة المساجد بلعنه على المنابر لمدة أربعون سنة حتى جاء عمر بن عبدالعزيز وأمرهم بوقف اللعن.
أربعون سنة كفيلة بأن تنتج جيل متشدد يبغض علي بن أبي طالب وبالتالي أبنائه وأحفاده وصولاً إلى أتباعهم وأصحابهم
مثل هذه الأحداث لم نكن نسمعها ولايسمح لنا حتى بمناقشتها ، وقس على ذلك بقية الصحابة والتابعين والسلف من بعدهم.
لو فتح المجال للنقد وقراءة التاريخ بكل شفافية ودون تعصب لاكتشفنا الكثير من الأحداث والأمور المغيبة عنا سنوات طويلة .
بفضل التكنولوجيا وشبكة الانترنت والتواصل مع الآخر ودكتور الجامعة والرجل المثقف تفتحت آفاقنا كثيراً ولم نعد نعتمد على الشيخ الفلاني والعالم الفلاني الذي لم نأخذ منه سوى الجهل.
ماوصلنا اليه الآن من تناقضات وتناحرات وتكفير وتبادل التهم بيت فترة وأخرى هو نتاج طبيعي بل طبيعي جداً عن تراكم الأحداث وطمس الحقائق وتبجيل الشخصيات.
دائماً يطرأ هذا السؤال ماهو سر ارتباط العلماء والمفتين حول الحاكم؟
وهذا السؤال بعد كل ماذكرناه لا أعتقد أنه يحتاج إلى اجابة ، فمنذ بداية وفاة الرسول إلى عهد قريب والروايات والأحاديث الشريفة التي تم التلاعب بها وتحريفها والأحاديث الملفقة على النبي حصنت الحاكم تحصين منيع حتى أصبح عندنا أن الخروج على الحاكم الذي هو ولي الأمر سواء صالح أو طالح أو ظالم أو فاجر لايجوز في الشرع وفيه مفسدة و اثم كبير ووو….الخ.
وعلى هذه القاعدة نقول أن الخروج على القذافي مفسدة ومسموح له أن يقضي على شعبه ، والخروج على علي عبدالله صالح مفسدة ولندعه يسرق قوت شعبه والخروج على صدام حسين مفسدة ولندعه يدمر الحضارة ويفني شعبه ويهجر مثقفيه .
لندعهم يعثوا في الأرض مفسدين ولايجب الخروج عليهم تحت قاعدة لايجوز الخروج علي ولي الأمر ، وهذا ماجنيناه من وعاظ السلاطين في تلك الحقبة الزمنية .
ولذلك دائماً نرى أن الشباب المثقف والواعي والمنفتح يكره التدين والمتدينين ويحاول التملص منه ليس كرها في الاسلام وانما لوجود هذه التناقضات التي مع الأسف وجدها أمامه وكرهاً لمن يمثلون الاسلام من سلفية وغيرهم الذين وقفوا التطور بأنواعه في فترة من الفترات ويكفي هنا سؤال الأجداد ، فالسلفية المعاصرة ومابها من تشدد وتخبط ومتناقضات والحروب فيما بينها وبين المذاهب الأخرى ماهو الا نتاج لتلك التراكمات والتكتمات ، إلى أن أصبحت ترفض بدون أي مناقشة أي وجهة نظر أو نقاش ضد صحابي أو تابعي أو حتى من السلف الصالح وإن ثبت على تلك الشخصية أكثر من شبهة وشبهة فسيأتي الرد تلك أمة قد خلت.
في زمن قريب كان الحرم المكي يصلى فيه أربع جماعات حول الكعبة في وقت واحد كل جماعة لها مذهبها وهم
المذهب الحنبلي وله إمام جماعة
المذهب المالكي وله إمام جماعة
المذهب الشافعي وله إمام جماعة
المذهب الحنفي وله إمام جماعة
وتوجد مذاهب أخرى متفرقة كالصوفية وغيرها
جميل أن تم دمج جميع هذه الجماعت خلف إمام واحد ولو بشكل ظاهري لأن في الباطن عكس ذلك
فالشافعية مثلاً وأنا كنت منهم يحتفلون بالمولد النبوي ويتم عمل احتفال ضخم وتوزع فيه الحلوى بمباركة مولد هذه المناسبة
والحنبلية يرون بدعة هذا العمل وكل بدعة ضلالة فالنتيجة النهائية الشافعية في نظر الحنبلية مبتدعة وضالون فهم في النار
والمالكية أفكارهم قريبة نوعاً ما إلى الشيعة
لولا حفظ الله ورعايته وحكمة الحكومة الرشيدة لتناحرنا فيما بيننا ، وهذا لايعني أن لانتناقش ونوضح وجهات النظر ونعمل مجالس ومنتديات خاصة ونكشف الحقائق ونطرح الأوراق والكل يعمل في النهاية بقناعته التي وصل اليها ، أما أن نجلس ونكبر ونترعر مخدوعين فهذا قمة السذاجة ، أسمى شيء في العبادة أن أعبد الله سبحانه وتعالى كما يحب هو أن يُعبد ليس كما يحب الشيخ الفلاني أو الصحابي الفلاني أو المفتي الفلاني وهذ ا لن يحصل الا بعد التنقيح في الموروث الذي وصلنا والبعد عن التعصب والحديث بكل شفافية.
والخطأ نقول عنه خطأ والصح نأخذ فيه ونعمل به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق